الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل يتجلى في بعض النقاط.. يقوم الموظف الجيد بالعمل المتوقع منه، ويكون في الغالب في الوقت المحدد، ولا يفوت يوم عمل تقريبًا.. من هنا ترغب معظم الشركات في أن يكون لديها موظفين مثل هذا، لكنهم لا يدركون أنه من المحتمل أن يكون لديهم بالفعل، فإذا كان الموظف متفوقًا، فمن المحتمل أن تتم ملاحظته.. كما هو الحال بالنسبة للموظف الفاشل، فالفارق بينهما ملحوظ بحق.

الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل

بالإضافة إلى الصفات المتعارف عليها التي تجعل الموظف جيدًا في عمله، فإن الموظف المتميز ملتزم تجاه الشركة، ومتحمس لعمله، متحفز، صادق، استباقي.. لتصبح ناجحًا يتطلب الكثير من العمل الجاد والتفاني، وإذا كنت تكره وظيفتك، فلن تنجح أبدًا.

يضع الموظفون الناجحون أنفسهم في تلك المرتبة، لأنهم مدفوعون نحو الإنجاز، ولا يخشون أن يتحملوا المخاطر والتحديات التي يرفض الموظفون الآخرون "الفاشلون" القيام بها.. كما أن لديهم خطة يومية للتركيز على ما يحتاجون إلى تحقيقه، ويشعرون بإحساس الإنجاز مهما كان الهدف صغيرًا، وببساطة.. يؤمن الموظفون الناجحون بأنفسهم وبأهدافهم وهذا يمنحهم القدرة على تحقيقها.

على الجانب الآخر يبدو أن الموظفين غير الناجحين يفتقرون إلى التركيز ويتماشون مع التيار أينما كان، حيث يصممون أهدافًا طويلة المدى بدلًا من التركيز على الأهداف قصيرة المدى لتحقيق النتائج النهائية.

يتضح الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل في أن الناجحون لا يخافون الفشل، حيث يعرفون أن هناك فرصة للفشل عندما يواجهون التحديات، لكنهم لا يزالون على استعداد لمحاولة القيام بمهام صعبة.. فإذا لم تخاطر فلا مجال للإنجاز، أما الفاشلين فهم دومًا في منطقة الأمان الخاصة بهم، يتمسكون بما يعرفونه، لأنهم يخافون من الفشل.

على أن الموظف الناجح يريد أكثر من مجرد راتب، أن يكون منتجًا ويستشعر قيمة ذاته، أما الفاشل فلا يأبه بالوظيفة أو الكيان بقدر ما يشغل باله الراتب الشهري الذي سيتمم له أهدافه المحدودة.

حتى يتجلى الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل نصب أعيننا، يُمكننا الإشارة إلى صفات كل منهما على نحو تفصيلي فيما يلي:

أولًا: صفات الموظف الناجح المثالي

أن تلقب بكونك ناجحًا في عملك ليس بالأمر السهل.. كذلك لا يحدث بين عشية وضحاها، فكما ذكر لنا موقع سوبر بابا هناك العديد من الصفات التي يجب أن تتوافر فيه حتى يحصد نجاحًا:

• تأدية العمل على النحو المطلوب كما يجب أن يكون، بإنجاز وإتقان.
• عدم التحيز، والتجرد من الذاتية في الحكم على الأشياء.
• الإحساس بالرضا الوظيفي.
• القدرة على الإبداع والابتكار.
• مراعاة الفروق الفردية، والتعامل بموضوعية.
• الابتعاد عن القيل والقال، والتحلي بقدر من الأخلاق والمبادئ.
• يتأقلم مع كافة الظروف التي تمر بها الشركة.
• مرن في التعامل مع مديريه أو زملائه من الموظفين.
• احترام الأنظمة والقوانين المنوط بها في المؤسسة.
• لديه القدرة على العمل في فريق، فهو متعاون يقبل الآراء المتباينة والنصح من الآخرين.
• احترام المواعيد، وعدم التأخر عن تأدية المهام في أوقاتها المحددة.
• البحث عن الدورات والبرامج التي تطور المهارات الوظيفية.
• يمتاز بالقدرة على التعلم والرغبة في التعلم أيضًا، مما يجعله ملمًا بتفاصيل مختلفة خاصة بمجال عمله.
• الاعتزاز بالنفس، والثقة في قدراته ومهاراته.
• حب العمل، واعتباره وسيلة لتنمية المهارات لا لجلب المال فحسب.
• الصدق والأمانة، تلك هي الأركان الأساسية لنجاحه في العمل.. فهو صادق مع نفسه قبل أن يصدق مع الآخرين.

تعرف أيضًا على: الفرق بين المدير الناجح والمدير الفاشل

ثانيًا: صفات الموظف الفاشل

لا تعتبر الإخفاقات المتكررة في عمله إلا نتاجًا لمجموعة من الصفات التي جعلت منه غير ناجحًا في مجال العمل، وربما تكون سببًا في عدم تمسك الشركات بوجوده في فريق العمل.. ولم لا وهو يضر بمصلحة المؤسسة في العموم.

كذلك لقليل من الموضوعية، ربما لا يعتد بتلك الصفات سيئة في المطلق، أي أن الموظف الفاشل لا يشترط أن يكون ذو شخصية سيئة خارج العمل، إنما فشله ناجمًا عن بعض الصفات والسلوكيات التي يجب أن ينتبه لها حتى يحصد نجاحًا، ومنها:

1- عدم الالتزام بمواعيد العمل

الكسل هو ما يجعله فاشلًا في المقام الأول، والذي يستتبع الكثير من عدم الالتزام، سواء في تسليم ما منوط به من مهام أو في حضور الاجتماعات وما إلى ذلك.

2- الخوف من المواجهة

في الفرق بين الموظف الناجح والموظف الفاشل نجد عادةً ما يتجنب الموظف الفاشل أن يواجه التحديات التي تواجهه في العمل، فلا يتوق إلى تحمل المسؤولية، ولا يُكلف نفسه بالبحث عن حلول.. الأمر الذي يؤثر بالضرورة على سير أعمال المؤسسة.

نقلًا عما ذكرته جريدة الواقع العربي نجد أن الخوف من المواجهة عند الموظف الفاشل يشمل أيضًا عدم استماعه إلى النقد من الآخرين.. ولا يعترف بنقاط ضعفه بأي حال.

3- عدم الاعتراف بالخطأ

ذكرنا آنفًا أن الاعتراف بالخطأ من شيم الناجحين، فيقبلونه ويعتبرونه جزءًا في خُطى النجاح، أما الفاشل فلا يتسنى له سوى إلقاء اللوم على غيره واتهام الآخرين بأنهم هم السبب وراء ما أخفق فيه.

4- اتباع الطرق الملتوية

لا يضطر الناجح في مكان ما أن يتبع أي طريق غير مشروع ليصل لأهدافه، بيد أن الفاشل في عمله هو من يسعى جاهدًا في تلك الثغرات التي يُمكن من خلالها الغدر بأحدهم أو نصب المكائد لآخر.

فيحصل على ترقية ما في ظل توريط زملائه، فيحقق نجاحًا على حسابهم.. ليس نجاحًا حقيقيًا بطبيعة الحال، ولأنه فاشل في عمله فهو يبغض زملائه ويسعى للإيقاع بينهم ليظهر وكأنه المثالي بين هؤلاء.

ابتعد عن السلبيات وركز على الإيجابيات، وقدّر عملك ومكانتك الوظيفية، تعلم من أخطائك، وإذا اكتشفت مشاكل ما، ابحث عن حلول.. وستكون في مصاف الناجحين.