الحب ذلك الشعور الذى قذف به الله فى قلوبنا، حتى نستطيع العيش وسط أمواج الحياة المتقلبة، نعمة عظيمة، يتخذ العديد من الأشكال، والتعبيرات التى يبثها المحبوب لحبيبه لتكون همزة وصل بين الطرفين المحبين.

 

فالحب بمفهومه البسيط والسلس، يتم توصيله أيضا بكل بساطة وسهولة، فالمشاعر لا تحتاج إلا لقلب ينبض وعقل متزن، يستطيع تلقى إشارات القلب المحب، هكذا لم يجعل الله لهذه العاطفة اى تعقيدات حتى تمر بين قلوب البشر، فهذه العاطفة تتطلب النقاء والشفافية والصفاء والسلام الداخلى ، لتمتد عبرها مشاعر الحب النبيل، سواء كان الحب العام بين الناس بكل أنواعه، أو حب المحبين الذى يفعل بالقلب الافاعيل، ويقلبك رأسا على عقب من أجل المحبوب.

 

والحب فى السابق وفى الأجيال التى سبقتنا، كان مستترا متواريا عن العيون، يتبادله العاشقان ما بين النظرات والتلميحات التى تبث عبرات القلب ولوعة المحب والنشوه التى ينبض بها قلبه إذا ما لمح طيف المحبوب، ورصد لنا التراث العربى بعضا من قصص الهوى التى ذاع صيتها بسبب إفشاء البعض لإسرار قلوبهم، فكانت وبالا على البعض، وأتت ثمارها على البعض الأخر.

 

فهذا الحب كأنه كالنار تحمل بين طياتها إما اللهيب الحارق، أو الحرارة الدافئة، وكل هذا بيد المحب، الذى يتوخى الحذر فى إختيار التعبيرات المناسبة التى لا تجرح المحبوبة وتجعلها فى محط نظر العابثين، واضعا اعتبارات البيئة والنشئة والتقاليد والأعراف.

 

ومع التطور الزمنى وعصر التقدم وخروج الناس على المألوف، أصبحنا لا نبالى ونجاهر بالحب -وهذا شئ صحى- حتى تكتب فى دفاتر الحب قصصا مثل رومييو وجولييت، أو قيس وليلى، ولكن بطريقة عصرية، جعلت الناس يحددون يوما ليكون عيدا للحب، فهذا الشعور الذى تحيا من خلاله كل المخلوقات على الأرض يستحق الإحتفال، وما من شك أن التعبير عن الحب الصادق، هو الذى أرخ لهذا اليوم ليكون عيدا.

 

فسلاما عليكم أيها المحبين فى عيد الحب ودمتم محبين ومحبات، أزواجا وزوجات، عاشقين وعاشقات، هائمين وهائمات فى سماء الحب، التى تزدان بقصصكم الجميلة التى تعلو بالروح وتسمو بالوجدان، وتفيض بالشوق وتجعل الوجود جميلا.