في وسط جزيرة صغيرة بنهر النيل في القاهرة، يعيش رجل يقول إنه برنس (أمير) مملوكي يعمل للحفاظ على تراث آبائه وأجداده.

ونجيب شركس هو واحد من آخر من تبقوا من المماليك الذين حكموا مصر في زمن مضى.

ولا يمكن الوصول لقصر شركس سوى عن طريق القوارب. ويضم القصر علامات مملوكية على كل جدرانه بينما تحيط حدائق غناء بمبانيه وبواباته المقوسة.

ويقف القصر، المحاط بأراض زراعية وبيوت صغيرة، شامخا في جزيرة الدهب حيث يُرى من كل أنحاء الجزيرة.

وبنى شركس القصر البديع قبل 20 عاما إحياء لنسب أسلافه الراحلين ومن أجل الحفاظ على تاريخهم.

وقال شركس: "أكيد إن أنا كنت بالبيت ده كنت عايز أختم وأرجع المجد لأن أنا هاجرت وما عندناش حاجة في مصر، والتاريخ بتاعنا هيتنسي. لما أعمل كده أحييه تاني، يبقى إيه جدودي رحمة الله عليهم أحيينا ذكراهم".

وحول ما إذا كان هو فقط آخر أحفاد المماليك في مصر قال البرنس شركس "لا طبعا حقيقة، بس إحنا مش لوحدينا، فيه كذا عيلة (عائلة) عندها تاريخ يرجع للمماليك أو للشراكسة من العائلات أولاد الناس من الشعب".

وبعد أن أنفق أمواله في بناء القصر يسمح نجيب شركس الآن لغرباء من محبي الاطلاع بزيارته.

وأضاف "حتى لما كنت شاب كنت عندي الفكرة دي، إني أبني يوم بيت، زي أي واحد. مش أي راجل عايز يعمل بيت، دا أي راجل عايز يعمل بيت. أنا بقى يمكن طموحاتي كان أكتر (من المجتمع المحيط)".

ويوضح شركس أن جده الأكبر هو الشريف حسن. وتزوج أبناء الشريف حسن من حفيدات المماليك.

وحكم المماليك مصر لأكثر من 260 عاما، وانتهى حكمهم بالغزو العثماني عام 1517.